الجامع الكبير بالمنستير
- المنستير
الجامع الكبير بالمنستير
الجامع الكبير بالمنستير هو معلم أثري مصنف منذ سنة 1928 ،ويعود تأسيسه إلى الفترة الأغلبية حسب بعض الدراسات الأثرية. وهو يقع في الطرف الشرقي للمدينة المطل على مياه البحر الأبيض المتوسط قرب قصر الربـــــــاط. وقد عرف هذا المعلم عدة إضافات هيكلية وتوسيعات متتالية لعل أبرزها خلال الفترة الزيرية التي شملت المحراب الذي يحتوي نقائش بخط كوفي تعود إلى القرن 5 هجري/11 ميلادي، و قد كانت آخر هذه التوسيعات الهيكلية خلال الفترة الحسينية حسب ما أشارت اليه بعض المصادر.
عرف هذا المعلم بتصميمه الفريد الذي يعكس براعة العمارة الإسلامية في العصور الوسطى، حيث أنه يقع على مساحة مستطيلة الشكل بين القبلة والجوف غير متقايسة الأضلاع، شيدت واجهاته الخارجية العالية من الحجر الصلب باعتدال وزينت باطارات أنيقة للأبواب والنوافذ، كما ركزت مجموعة من الأقواس على كامل طول المحراب مما يضفي على المعلم طابعا مميزا ومهيبا.
تتمثل مكونات الجامع في بيت الصلاة التي شهدت عدة إضافات عبر العصور و ترتكز في الجانب الشمالي الغربي منها مئذنة جميلة ، إضافة إلى مجموعة من الغرف في الجانب الغربي ورواق مسقوف جوفي المعلم، أما في الجانب الشرقي فنجد صحنا مستطيل الشكل بقسمه القبلي بناء تحت أرضي. ويعتبر المحراب أبرز مكونات هذا المعلم حيث زين بزخارف فنية رفيعة تعود إلى العهد الزيري و تتمثل فيي نقوش كوفية و قوالب زهرية مميزة.
ومما يجعل هذا الجامع نموذجا استثنائيا يستحق مزيد الدراسة و التحقيق ضمن تاريخ العمارة الإسلامية افتقاره إلى القبة التي تعلو المحراب وهي خاصية نادرة في العمارة الافريقية في العصور الوسطى.



