الجامع الكبير بأريانة المدينة
- أريانة
الجامع الكبير بأريانة المدينة
1- التسمية:
الجامع الكبير بأريانة المدينة ويطلق عليه أيضا الجامع الحفصي لأنّ استكمال بنائه وتوسعته تمّ في عهد الدولة الحفصيّة، كانت المساحة المخصّصة له صغيرة تلبّي حاجة سكان قرية أريانة في إقامة الصلوات الخمس، ثمّ سرعان ما تمّ تحويله إلى جامع تلبية لرغبة المصلّين وذلك لتجنيبهم عناء التنقّل لإقامة فريضة الجمعة بجوامع الحاضرة. وقد خصّصت وقد خصصت له في عهد الدولة الحفصيّة مساحة تقدر بـ 2400م² وحافظ عليها حتى تاريخ هدمه وإعادة بنائه بعد الاستقلال.
2- تاريخ البناء:
يرجح أن جامع أريانة المدينة تم تأسيسه أثناء القرن العاشر ميلادي. وتفيد المصادر أنه وجد خلال حكم الدولة الفاطمية (890م / 973م)، حيث عاصر الولي الصالح محرز بن خلف في شبابه هذه الدولة وعلم صبيان أريانة القرآن في مسجدها، وتذهب مصادر أخرى إلى أنه يرجع إلى الفترة الزيرية وهو ما يؤكده المؤرخ والأديب حسن حسني عبد الوهاب. وقد كان لقرب قرية أريانة من مقر الحاكم الحفصي تأثير كبير على مسجدها حيث إن أهم الإصلاحات والتحسينات التي عرفها كانت في الفترة الحفصيّة، وذاع صيته زمن حكم المستنصر بالله الحفصي.
3- الموقع:
يقع جامع أريانة المدينة في مدخل المنطقة السكنية لمدينة أريانة وليس في قلبها خلافا الأغلب المدن الإسلامية القديمة وهذا يثبت أن بناء قرية أريانة سبق بناء مسجدها (نهج الصادق بسيس حاليا، وعلى مقربة من مقام الولي الصالح سيدي عمار المعروفي، والسوق البلدي بأريانة).
4- أهم محتوياته:
يحتوي الجامع الكبير بأريانة المدينة على مزولة (ساعة شمسية (تحفة أثرية نادرة يعود تاريخها إلى أوائل القرن التاسع عشر ميلادي وهي من تصميم عثمان بن خليل التونسي الحنفي عالم وفقيه تونسي)، كذلك يوجد به صندوق يحتوي على ختمة في أجزاء على شكل مخطوط)، ومصحفان مخطوطان.
5- أهم خطباء الجامع وشيوخه:
- محرز بن خلف اختلف المؤرخون في نسبه وتاريخ ولادته حيث هناك من أرجع نسبه إلى أبي بكر الصديق: أبو محمد محرز بن خلف بن محمد بن عبد الرحمان ابن أبي بكر الصديق)، وأرجع آخرون نسبه إلى اليمن باعتبار أن المجموعة السكنية المؤسسة لقرية أريانة أصلها يمني.
- الإمام البرزلي: وهو أبو القاسم بن أحمد بن محمد بن المعتل البلوي القيرواني المعروف بالبرزلي وهو من بين أبرز فقهاء المالكية في تونس ومفتيها.
- الخطيب أبو مرزوق: وهو أبو عبد الله محمد بن مرزوق العجيسي التلمساني من أصل قيرواني
- محمد بن حسن الخياري: أصيل أريانة ينحدر من عائلة اشتهرت بخدمة الشعائر الدينية وبانتمائها للطريقة العيساوية الجزولية الشاذلية، أهلته مكاسبه العلمية لتولي إمامة الجامع.
- محمد بن مصطفى المؤدب الخياري: تم اختياره من أهالي أريانة لتعويض الشيخ محمد الخياري بعد وفاته حيث عُيّن كإمام أول بالجامع وأحمد بن سالم اللمسي كإمام ثان.
- أحمد اللمسي: وهو أحمد بن سالم بن صالح اللمسي ينتمي إلى عائلة جربية عريقة عرفت بالعلم والتدين واليسار، تولى إمامة جامع أريانة المدينة بعد وفاة الشيخ محمد بن مصطفى المؤدب الخياري.
- محمد بن الخوجة تولى إمامة الجامع بأمر جمهوري صادر بتاريخ 13 جانفي 1958 ونشر بالرائد الرسمي بتاريخ 31 جانفي 1958
يعد الجامع الكبير بأريانة شاهد عصر ومنارة تاريخية لأهم الأحداث التي مرت بها البلاد التونسية يستوجب مزيد الرعاية والاهتمام.