الجامع الكبير بتستور
- مدينة تستور
الجامع الكبير بتستور
بنى الجامع الكبير بتستور سنة 1630م وهو عبارة على تحفة معمارية عالية الإتقان أبدع البناؤون في مزج المعالم والحضارة الأندلسية في تشكيل مكوناته بإستعمال مواد بناء محلية طبيعية وحجارة وأعمدة مستجلبة من أنقاض رومانية وقد أبدع المهندس الأندلسي محمد تغارينو مصمم الجامع والحي الجديد المحيط بالجامع حي "التغارينو" بوضع لمسات معمارية فائقة الدقة وقد أقيمت بيت الصلاة ذات خمسة أبواب على 49 سارية عمودية مختلفة في الحجم والنقش تعلوها قباب، وفوق القباب تهوئة وبناء خشبي عمودي مسقف بعود العرعار والقرميد وهو الكساء الخارجي للسقف والبارز وفتحات تهوئة تمكن من تهوئة الفراغ بين القباب والقرميد وهذا البناء الإيكولوجي ويبرز أيضا في سمك الحائط الخارجي لبيت الصلاة الذي بني بالآجر الاحمر والطابية وبذلك تحافظ بيت الصلاة على البرودة في الصيف والدفء في الشتاء.
يتوسط المحراب بيت الصلاة وتعلوه نقيشة بها آية قرآنية وساريتان على جانبيه بنيت في شكل كابيتول وزين داخله بتجوفات تشبه شكل المحارة ويجعل صدى صوت الإمام يصل فناء بيت الصلاة وزخرف بنجمات سداسية وأشكال هندسية بجانبه الأيمن يوجد المنبر الخشبي المتحرك نقش فوقه *لا إلاه إلا اله محمد رسول الله * يتحرك فوق سكة يخرج من بيت يعلوها قوس أثناء الصلاة ويعاد إليها إثر إقامة الصلاة لإتمام الصف وعلى يسار المحراب توجد بيت الإمام التي لها اتصال خارجي بباب يفتح على نهج الخلوة.
للجامع صحن خارجي يفتح على بابين على الشارع ومتصل بصحن خارجي آخر يطل على البطحاء وفيه المدخل الرئيسي للجامع وبه بابين من الخشب يفتح كل منهما على جزئين.
المحراب الخارجي لإقامة الصلاة أثناء الصيف وأروقة وماجل يجمع مياه الأسقف ويستعمل للنظافة والوضوء في تلك الفترة وساعة شمسية فوق بناء أُعِدّ خصيصا لقراءة انعكاس ظل الخيط على الرخامة المسطرة بأرقام ودلالات عن مواقيت الصلاة والتحضير لها أساس عملها التوجيه نحو القبلة وساعاتان بعد الشروق وساعتان قبل الغروب ووجود انعكاس الظل.
وتعتلي الصومعة الجزء الأعلى من المدينة في الركن الغربي للجامع بها قسمان أسفله مكسوّ بالحجارة الكبيرة ومزركش بالحجارة الصغيرة والآجر وفتحات تهوئة للسلم الدائري داخل الصومعة الذي يوصل لأعلاها الجزء الثاني المثمن يبدأ بساعة أرقامها منقوشة بارزة متجهة نحو الوسط وتدور يمينا إلى اليسار يقول فيها الشاعر محمد مقداد الورتتاني 1932:
عج بتستور وذاك الجامع ... رسمت ساعته أعلى المنار
أبدعت فيها يد الصانع ... سيرها يأتي يمينا إلى اليسار
بها عقارب مقاومة للصدإ وتتحمّل قوة الريح ويراقبها جهاز *ج.ب.س* حسب التوقيت المحلي تعلو الساعة أقواس مثبت خلفها شبابيك خشبية في الأربع اتجاهات تستعمل في الآذان والجزء الأخير المفتوح لسطح الصومعة توجد به شرفة مثبت فوقها فوانيس ثم الجامور من مادة النحاس وبجانبه عمود خشبي بارز يثبت فيه علم دلالة على التنبيه على بلوغ اذان المغرب في رمضان أو الإعلان على بداية شهر ليتمكن البعيد من المعرفة في غياب مكبرات الصوت ووسائل مرئية أو صوتية.






