الجامع الكبير بصفاقس

  • وسط مدينة صفاقس

الجامع الكبير بصفاقس

يقع الجامع الكبير بصفاقس في قلب المدينة العتيقة وتنتهي إليه أهمّ نهج المدينة ويعدّ نموذجا إســـــلاميا نادرا  يشبه تخطيطة مدينة الكوفة في العراق حيث يتوسط المدينة تماما.

ويعود تأسيس هذا الجامع على العهــــــد الأنـــــــدلسي وقد تزامن بناؤه مع بناء المدينة وسـورها سنة 235هـ  الموافق لسنة 849م.

  وقد تمّ بناء المدينة وبناؤه بأمر من الأمير الأغلبي أبي العباس محمد بن الأغلب وتولى الاشــــــراف على عملية البناء القاضي علي بن سالم البكر تلميذ الامام سحنون.

ويتكون هذا الجامع من عدّة معالم أثرية من أهمّها:

1) بيت الصلاة،وهي مقسمة إلى قسمين: القسم الأصلي.ثمّ القسم الذي أضيف في العـــــــــــهد العثماني (القسم الغربي) لاستيعاب المصلين لمّا تضاعف عدد سكان المدينة.

2) الصحن المحاط بأروقة، ويتوسطه ماجل دائري لتجميع مياه الأمطار ومزولة لمعرفة أوقات الصـــــــلاة.

3) المئذنة،وارتفاعها 25مترا، وقد بنيت على الطراز القيرواني مزينة بزخارف ونقوش بالخــــــــط الكوفي.

4) المحراب القديم الذي استعمل قبل التوسعة.

5) المحراب الثاني الذي بني مع التوسعة ( 1172ه -1758 م) وبه نقوش قرآنية بالخط الكوفي وتاريخ بنائه.

6) المنبر،ويعــــــــود إلى سنة 1126 هجري و عليها كتابة بالخط الكوفي وهذا المنبر هو المستعمل اليــوم.

   وتاريخ الجــــــــــامع الكبير وثيق الصلة بتاريخ المدينة، ففي العهد الصنهاجي أُعيد بناءه سنة 378هـ الموافق لسنة988م، فأُضيفت فيه قبّة وزخارف كثيرة. وحين تفككت الدولة الصنهاجية واستقرّ حمــــــو بن مليل البرغواطي  في صفاقس، أجرى تحسينات على الجــــــامع الكبير. ثمّ شهدت المدينة بين القرنين 11 و 17 الميلاديين 

اضطرابات وحروبا وصراعات تغيّرت بسببها مساحة الجـامع الأصلية. وفي القرن الثامن عشر الميــلادي أُدخلت توسيعات وتجديدات ونقوش.

ومن الأحداث التي تحملها ذاكرة أهل صفاقس جيلا بعد جيل كما ذكر ذلك من أرّخ المدينة ومنهم أبو بكر

عبد الكافي أنّ المدينة حين سقطت سنة 1881م بعد مقاومة بطولية للاحتلال الفرنسي استباحها الجـيش

الفرنسي وحوّل الجامع لمدّة قصيرة لثكنة عسكرية واسطبلا. ويروي إمام الجامع الشيخ محمد الســـــــلامي

رحمه الله وهو من مواليد القرن 19 أنّ أولى قذيفة مدفعية من البوارج الفرنسية أصابت مئذنة الجــــــامع

فتضررت ثم وقع ترميمها. وفي الحـــــرب العالمية الثانية تضرر الجـــامع بقنابل الطائرات الإنجليزية والأمريكية

التي كانت تطارد قوات المحور.

هذا ويعدّ الجامع الكبير المعمور قبلة للزوار من الباحثين والسيّاح والجمعيات المهتمّة بالشأن التاريخي والحضاري.