وزير الشّؤون الدّينية يشرف على لقاء بمناسبة حلول السّنة الإدارية الجديدة 2024، ويستعرض حصاد سنة 2023

وزير الشّؤون الدّينية يشرف على لقاء بمناسبة حلول السّنة الإدارية الجديدة 2024، ويستعرض حصاد سنة 2023

   أشرف الدّكتور إبراهيم الشّائبي وزير الشّؤون الدّينية صباح يوم الثُلاثاء 02 جانفي 2024 بمقرّ الوزارة على لقاء تبادل خلاله التّهاني مع إطارات وأعوان الوزارة بمناسبة حلول السّنة الإدارية الجديدة.

    وكان اللّقاء مناسبة أشاد فيها الوزير بجهود كلّ أبناء الوزارة من مختلف المواقع الإدارية والميدانية، ومن مختلف المواضع المركزية والجهوية والمحلّية، ومن مختلف الأسلاك الخصوصية والمشتركة، على الجهود التي بذلوها في سنة 2023، التي عرفت أنشطة الوزارة فيها نسقا تجديديا مَيّز المواسم والمناسبات الدّينية وشمل المناحي التّنظيمية والتّوعوية والإعلامية والاجتماعية والتّضامنية والثّقافية والفكرية... بما جعل وزارة الشّؤون الدّينية تخرج في حلّة جديدة متجاوزة الأدوار الكلاسيكية والأنشطة الرّتيبة.

    واستعرض الوزير نبذة ممّا حقّقته الوزارة من نجاحات في السّنة الماضية، مبرزا ما تمّ إنجازه خلالها من افتتاح لعدد كبير من جوامع جديدة ومن أشغال تهيئة لبيوت الله القديمة التي أصبحت تستقبل روّادها في أبهى شكل وأرقى مضمون من خلال تنشيطها بالمحاضرات والنّدوات والمسامرات والدّروس والأدعية والأذكار ومجالس سرد وشرح وختم الحديث النّبوي التي تميّزت جميعها بمتابعتها من الحاضرين الذين حرصوا على مواكبتها بانتباه شديد وبأعداد كبيرة، علاوة على تكثيف الإملاءات والمسابقات القرآنية وتنظيم مسابقة إقليمية تُعدُّ الأولى من نوعها في تاريخ الوزارة، وتنظيم تظاهرات متنوّعة تعود بالنّفع على عموم النّاس مثل حملات التبرّع بالدّم أمام المساجد والجوامع إثر صلاة التراويح في رمضان. ونوَّه الوزير بالوعّاظ والأئمة لانفتاحهم على محيطهم ومساهمتهم في الأنشطة الخيرية والاجتماعية والثّقافية. 

    واعتبر أنّ حصاد الوزارة لعام 2023 كان مُمْتَلِئا بالإنجازات وطافحا بالنّجاحات بفضل عزيمة أبنائها، وذكّر بنجاح الوزارة في تأمين حياد المساجد وأشاد بالتزام القائمين على دور العبادة بواجب الحياد خلال كلّ المحطّات الانتخابية التي عرفتها بلادنا خلال العام الماضي وما صاحب ذلك من تحلّي الأئمة بروح عالية من المسؤولية في جميع المناسبات الدّينية والوطنية نظرا لأهميّة الرّسالة التي يضطلعون بها. 

    وبيّن ثراء برامج التكوين التي أُنجزت في العام المنقضي ومتانة الدّورات التي أقيمت والهادفة إلى تطوير أداء المكلّفين بالخطط المسجدية وتحسين عملهم، حيث شهدت السّنة الماضية أوّل دورة في تأهيل الأئمة الخطباء في الإعلاميّة والبرمجيات المعتنية بالفكر الإسلامي المعاصر وتطبيقات التّواصل الاجتماعي، علاوة عن مجموعة من الدّورات التّكوينية والنّدوات العلمية في الجهات. كما شهدت سنة 2023 إعادة الاعتبار للمعهد الأعلى للشريعة حتّى يضطلع بالمهام الموكولة إليه بكلّ اقتدار، قصد مزيد النّهوض برسالة المعهد بتأمين تكوين راق للوعاظ والخطباء والأئمة والمؤدّبين والقرّاء والمؤذّنين، لتخريج إطارات دينية على درجة عالية من الإجادة والإتقان والإلمام. مُشيرا إلى أنّه لأوّل مرّة تقام مسابقة لأحسن أذان وقد أعطى إشارة انطلاقها في السّنة الفائتة.

    كما أكّد أنّه أذن بتنظيم المسابقات الإقليمية خلال شهر رمضان المعظّم للعام الماضي لتكون الأولى من نوعها في تاريخ الوزارة التي نظّمتها بشكل كامل، وقد تضمّنت الدّورة الأولى فرعين: الأوّل في حفظ كامل القرآن الكريم، والثّاني في حفظ ربعه وهو فرع خاص بالمكفوفين. مذكّرا بأنّ المسابقات القرآنية ببلادنا شهدت في العام الماضي إقبالا مطّردا من المتنافسين على التميّز في حفظ وتلاوة كتاب الله العزيز، 

معتبرا أنّ التّباري في حفظ كتاب الله يُعدُّ شكلا من أشكال عناية الوزارة بالقرآن المجيد، ولذلك لم يقتصر الوزير على تكريم الفائزين فقط بل استقبل والديهم أيضا واحتفى بهم.

    وثمّن الوزير إعادة فتح مكتبة وزارة الشّؤون الدّينية بعد تركيزها في فضائها الجديد ببهو الوزارة خلال العام الفائت الذي عرف إعادة إشراقة المكتبة ورقمنتها والتّشجيع على زيارتها وتيسير إعارة الكتب، كما شهد تخصيص قاعة مطالعة وتجهيزها بأحدث الوسائل، ووضع الكتب في متناول الوّعاظ والأئمة لتوسيع دائرة ثقافة الدُّعاة وتنمية المعارف لسائر منتسبي وزارة الشّؤون الدّينية، وأشار إلى افتتاحه لمكتبة جامع عقبة بن نافع بالقيروان في السّنة الفائتة أيضا.

    كما ذكّر الوزير بأنّه خلال سنة 2023 عقد لقاء بموظّفي الوزارة البصيرين كان أوّل لقاء يجمعهم بوزير للشّؤون الدّينية، وأكبر الوزير فيهم حرصهم على إنجاز عملهم بكلّ تفان ومغالبتهم الصّعوبات وتحدّيهم المُعوّقات، وأصغى إلى مشاغلهم واستمع إلى تطلّعاتهم، وأتاح لهم فرصة المشاركة في بعثة الإرشاد الدّيني للحجّ بتخصيص نصيب للمكفوفين ضمن فريق الإرشاد الدّيني للحجّ في كلّ موسم.  

     كما تحدّث الوزير، على أن السّنة المُنتهية عرفت ولأوّل مرّة احتفالا رسميا وإشرافا وزاريا على إحياء مناسبات دينية لم تنل حظّها أبدا من العناية والاهتمام في السّنوات الماضية على غرار ذكرى الإسراء والمعراج، وليلة النّصف من شعبان وإحياء ذكرى تحويل القِبلة، والهجرة النّبوية... فإضافة إلى الأنشطة الدّينية الجهوية والمحلّية التي تُقيمها وزارة الشّؤون الدّينية بمختلف مساجد البلاد احتفالا بتلك المناسبات، شرعت الوزارة منذ العام الماضي في تنظيم ندوة وطنية سنوية خاصة بالهجرة النّبوية. وقد حرص الوزير على إحياء تلك المناسبات في الجهات وحضوره فيها في احتفال رسمي يعدُّ الأوّل من نوعه بتلك المناسبات الدّينية واستلهام الدُّروس والعِبر المستفادة من الذّكريات العظيمة في تاريخ الإسلام.

    ولم يفته الإشارة إلى ما تحقّق لفائدة المرأة داخل الوزارة في السّنة الماضية في مختلف المواقع من أكاديميات وواعظات ومتفقّدات ومُدرّسات وإداريات ومؤدّبات وعاملات... حيث ترجمت السّنة المنقضية عميق إيمانه بجدارة المرأة التّونسيّة بتولّي مواقع الصّدارة بالوزارة على المستويين المركزي والجهوي والأكاديمي وما تعيينه لمديرة للمعهد الأعلى للشّريعة وكاتبة عامة لذات المعهد وعشر مديرات جهويّات بولايات بنزرت وقبلّي وبن عروس وسيدي بوزيد وتطاوين وجندوبة وقفصة وأريانة وتوزر وصفاقس إلّا سابقة في تاريخ الوزارة أراد من خلالها تعزيز دور المرأة في وزارة الشّؤون الدّينية، ومن ذلك المنطلق سيقع مزيد التّعويل على الكفاءات النّسائية مستقبلا بإذن الله. 

   كما شهد العام الفائت سلسلة من المبادرات التي تُعلي من شأنها وتحتفي بها وتشجّعها على مواصلة مسيرتها المهنية على غرار ندوة "الواعظات التُّونسيات" في دورتها الأولى بعنوان "الواعظة التُّونسية الأمانة والرّسالة"، وهي بدورها تظاهرة أولى من نوعها في تاريخ الوزارة تمّ تنظيمها احتراما للمرأة وتقديرا للواعظات في الثّامن من مارس الماضي (اليوم العالمي للمرأة)، وكذلك الحفل الذي أقيم في أوت الماضي (عيد المرأة) على شرف أقدم موظّفات القطاع تكريما لهن على تفانيهن في خدمة الدّين ورفعة الوطن، وأيضا المائدة المستديرة التي أقيمت في ذات المناسبة للإشادة بإسهامات المرأة العاملة في الحقل الدّيني، وهي أوّل حلقة حوارية تقام لتوثيق أوجه إسهامات المرأة التّونسية في الشّأن الدّيني. 

        مُشيدا بالدَّور المتميّز للمرشدات الدّينيات خلال موسم الحجّ الماضي الذي عرف نجاحا منقطع النظير بفضل تظافر جهودهن مع جميع الأطراف، مبيّنا أنّه في الموسم السّابق تمّ الرّفع من عددهن في بعثة الإرشاد الدّيني للبقاع المقدّسة، التي عرفت بدورها أعلى عدد لبعثة وزارة الشّؤون الدينية بالمقارنة بالمواسم الفائتة.

    متوّجها بالشّكر لكلّ المساهمين في خدمة ضيوف الرّحمان لحرصهم على نجاح الموسم الماضي للحجّ حيث أدّى حجّاجنا الميامين مناسكهم  في أفضل الظّروف وعادوا إلى أرض الوطن سالمين غانمين من بينهم حاجة تبلغ من العمر 104 سنوات، كما بيّن الوزير أنّه حرص على انتظام الإعاشة بمنى، وأنّه قرّر في الموسم الماضي إضافة وجبة للحجيج بمنى تُقدّم إليهم لأوّل مرّة حيث كان حجيجنا طيلة المواسم السّابقة يقتاتون على وجبة واحدة لا هي غداء ولا هي عشاء إلى أن أدخل  في العام الماضي جملة من التّعديلات المتعلّقة بسكن الحجيج ونقلهم وإعاشتهم وأضاف خدمات من شأنها أن تساهم في توفير أفضل الظروف التي يحتاجها ضيوف الرّحمان.

    وذكّر الوزير بأنّ الوزارة عرفت حدثا مميّزا خلال العام الماضي تمثّل في تلبية السّيد وزير الحجّ والعمرة بالمملكة العربية السّعودية للدّعوة التي وجهها إليه لزيارة تونس من أجل تعزيز الرّوابط بين البلدين وتقديم التّسهيلات الخاصّة بمزيد تيسير إجراءات الحجّ والعمرة للتُّونسيين وتوفير أفضل الخدمات لفائدتهم. وتُعدُّ تلك الزّيارة الأولى في تاريخ البلدين الشّقيقين ومن شأنها أن تعزّز أواصر الأخوة بين تونس والسّعودية، وتوطّد العلاقات القائمة بين الوزارتين من أجل مزيد التّعاون في خدمة المعتمرين والحجّاج التُّونسيين.

   كما بيّن الوزير أنّه في السّنة الماضية لم يُغفل المعالم الدّينية التي طال غلقها، سواء منها المشهورة  أو المغمورة، حيث أعطى إشارة انطلاق أشغال ترميم جامع القصبة بعد غلقه منذ سنة 2011، وأعاد فتح جامع الباي بعد غلقه منذ 2021، وقد تمّ إجراء عمليّـات التّهيئة الضّرورية والصّيانة المتأكّدة له، وكذلك أعاد فتح جامع النفافتة بباب الأقواس بعد غلق استمرّ لسنوات، كما أعاد فتح مسجد الرّحمة بفضاء رعاية المسنين بمنوبة بعد غلقه منذ سنة 2017 وتحويله من مُصلَّى إلى مخزن للأمتعة، وقد استأنف نشاطه بعد إعادة تهيئته وترميمه ودهنه وتجديد فرشه وتأثيثه وتوفير المصاحف وسائر لوازمه، وكان آخر مَعلم أعيد فتحه خلال الأسبوع الأخير من عام 2023 هو مقام الإمام "علي بن  زياد" بالقصبة بعد غلقه منذ سنة 2011 وتحويله إلى مركز للشّرطة السّياحية، وقد استعادته وزارة الشّؤون الدّينية بالكامل.

     كما عرّج وزير الشّؤون الدّينية على مكسب هام تحقّق في العام الذي ودّعناه ألا وهو صدور قراره المتعلّق بتنظيم الكتاتيب ونشره في الرّائد الرّسمي والذي نصّ في الفصل التّاسع منه على أنّه يتمتّع بمجانيّة الدّراسة بالكتاتيب الأيتام وأطفال العائلات المعوزة والأطفال ذوي اضطرابات طيف التّوحّد، وقد جاء هذا القرار حتّى لا يجتمع على أولئك الأبرياء المرض والفقر واليُتم والأمّية. مُذكّرا بأنّه في هذه السّنة الدّراسية بلغ عدد الكتاتيب 2002 كُتّاب بتراب الجمهورية توفّر التّعليم قبل المدرسي لما يزيد عن 56 ألف طفل، خاصّة بالمناطق النّائية والقُرى التي لا يوجد فيها غير كُتّاب المسجد. مشدّدا على بالغ حرص وزارة الشّؤون الدّينية على دوام تطوير الكتاتيب من ناحية البرامج التّربوية والمناهج والطرق التّعليمية والأفضية المخصّصة لها، ومن حيث المربّين القائمين عليها ففي هذا العام الدّراسي ساهمت الوزارة في امتصاص بطالة الشّباب بتشغيل مائة من المؤهّلين في خطّة مؤدّب، وافتتحت أوّل كتّاب نموذجي يضمُّ مركزا مرجعيا يخصُّ التّربية في مرحلة ما قبل الدّراسة ويحتوي على وحدة مخصّصة للتّربية الوالدية الإيجابية، وطاقة استيعابه مائة وعشرون طفلا، وسيتمُّ بحول الله تعميم هذه التجربة الفريدة على عدّة مناطق أخرى. 

    وأكّد الوزير أنّه حرص منذ رمضان الماضي على إحياء سنّة علماء الزّيتونة في سرد الحديث النّبوي الشّريف بعموم المساجد وإعادة الاعتبار لها بعد انقطاعها لسنوات طويلة، وذلك من منطلق إيمانه بقيمة تلك العادة الحميدة واستحسان التُّونسيين لها لشدّة حبّهم وإجلالهم للنّبي الأكرم صلّى الله عليه وسلّم وتعلّقهم بشمائله وسنّته وسيرته. وأفاد أنّ الوزارة نظّمت آلاف المجالس للحديث خلال العام الماضي تميّزت جميعها بمتابعتها من الحاضرين الذين حرصوا على مواكبتها بانتباه شديد وبكثافة كبيرة، إضافة إلى عودة حلقات الدُّروس والذّكر إلى جامع الزّيتونة المعمور.

   وأشار الوزير إلى أنّ الوزارة  لم تُغمض عينها عن الظُّلم ولم تصمّ أذنها عن الاستغاثة ولم تتغاض عمّا جرى بفلسطين  منذ انطلاق العدوان الصّهيوني الغاشم في العام الماضي والمستمر حتّى الآن، فوزارة الشّؤون الدّينية أحقّ من يرفع لواء نصرة الأقصى وأوّل من يُعلي راية الذّب عن مقدّسات المسلمين، وليس أقلّ من أن نتضامن مع أشقّائنا بفلسطين الحبيبة بأن خصّصنا خُطب الجُمعة في كلّ جوامع الجمهورية لمساندة الحقّ الفلسطيني والتّذكير بمكانة القدس الإسلامية والعربية وخطورة المساس بأولى القبلتين وثالث الحرمين الشّريفين ومَسرى نبيّنا محمّد صلوات ربّي وسلامه عليه، وتوجيه بلاغ إلى الأئمة الخُطباء أن يدعوا عموم التُّونسيين للانخراط في حملات التبرّع بالدّم لفائدة الشّعب الفلسطيني، والتّنديد بالظُّلم والطُّغيان، ودعوتهم للتّرحم على الأرواح الطّاهرة للشُّهداء الأبرار، الذين رووا بدمائهم الزّكيّة وأرواحهم النّقية أرض فلسطين الأبيّة، والدُّعاء بالشّفاء العاجل للجرحى الأبطال، والتضرّع إلى الله أن يكون لأهل فلسطين عونًا ونصيرًا، وأن يُثبّت أقدام المقاومين البواسل. 

    وقد أكّد وزير الشّؤون الدّينية على مساندة الشّعب الفلسطيني الصّامد في كلمة ألقاها في المؤتمر العالمي للإفتاء بمصر، وفي لقاءاته مع شيخ الأزهر الشّريف ووزير الأوقاف ومفتي الدّيار المصرية في السّنة المنقضية. وذكّر الوزير بأنّه دأب على الاحتفاء بذكرى يوم الأرض الفلسطيني كل عام، وأقام يوما دراسيا ببهو الوزارة تحت عنوان: "فلسطين أرض الصُّمود"، بحضور الإخوة الفلسطينين، كما أنّه لتخليد تضحيات التُّونسيين من أجل القضيّة الفلسطينية أطلق في العام الماضي اسم الشّهيد: "ميلود بن النّاجح نومة" على قاعة جديدة افتتحها بالمقرّ المركزي للوزارة.

     كما قال أنّه من بين الأشياء التي يعتزّ بها في العام الذي ودّعناه أنّه خلال الجلسة العامة بمجلس نواب الشّعب المخصّصة لمناقشة مشروع ميزانية الدولة لسنة 2024، أحرزت وزارة الشّؤون الدّينية على ثاني أعلى نسبة في التّصويت بـ "نعم" عند المصادقة على اعتمادات مهمّتها.

    كما كانت سنة 2023 سنة تجميع عدّة إدارات عامة بالمقرّ الفرعي الجديد لوزارة الشّؤون الدّينية بشارع "جون جوريس" بالعاصمة الذي تمّ الانتقال إليه مطلع العام الماضي، والذي صار يضمّ الإدارة العامّة للمعالم الدّينية، والإدارة العامّة للإطارات المسجدية، والإدارة العامّة للقرآن الكريم والتّربية بالكتاتيب، والتّفقدية العامّة للشّؤون الدّينية، والتّفقدية العامّة للشّؤون الإداريّة والماليّة.

   وذكّر الوزير بأنّ السّنة الفائتة كانت سنة مُنازلة الفساد بامتياز وإحالة ملفات الفاسدين على القضاء علاوة على تسليط العُقوبات الإدارية عليهم، وما حملات التّشويه الخائبة التي شنّها الأفّاكون المأجورون في العام المنصرم إلّا صدى لعويل الفاسدين، وأكّد الوزير أنّه لا عزاء للخرّاصين الذين باءت حملاتهم المغرضة بالفشل الذّريع بعدما انكشف زيفها، وأنّ كلّ ما تعرّض له من أذى لم يزده إلّا إصرارا على المضيّ قُدما في أداء الواجب الوطني وإنفاذ القانون، وهذه النبذة المختصرة من حصاد الوزارة في السنة الماضية يُعتبر أفضل ردّ عملي على فشل حملة التشويه الرّخيصة ودليل بأنّ حملات الكذّابين لا تنطلي إلّا على أمثالهم.

   ولم يُنه الوزير كلمته قبل تسجيل إكباره لأُسرة وزارة الشّؤون الدّينية لالتفافهم حول وزارتهم، مُوصيا كلّ أبناء الوزارة بالثّبات على المبدأ والتّفاني في العمل والإخلاص للوطن ورفعة الشّأن الدّيني. سائلًا المولى العليّ القدير أن يُعيد عليهم وعلى كلّ أبناء شعبنا هذه المناسبة بالخير واليُمن والبركات. دون أن ينسى توجيه عبارات الشّكر والتقدير لأبناء الوزارة الذين أُحيلوا على شرف المهنة في السّنة التي ودّعناها، مشيدا بما أسدوه من خدمات طيلة سنوات عملهم في ميدان الإرشاد الدّيني أو في المجال الإداري.

   وختم الدّكتور إبراهيم الشّائبي كلمته التي استعرض فيها أبرز المهام التي وفّقه الله للقيام بها خلال السّنة الماضية، راجيا من الله أن يكون مّمن ثقلت موازينهم في خدمة الدّين والوطن، وعاقدا العزم على مزيد النّهوض بالشّأن الدّيني والتّفاني في خدمة الوطن، آملًا في أن تكون سنة 2024 سنة التميّز في استكمال المسيرة.