الجامع العتيق بتطاوين

  • تطاوين

الجامع العتيق بتطاوين

 

 

يُعدّ الجامع العتيق بمدينة تطاوين واحداً من أبرز المعالم الدينية والتاريخية بالجنوب التونسي، ورمزاً من رموز الهوية العمرانية والثقافية للمنطقة. يتميز هذا الجامع العريق بعمارة بسيطة وهادئة، تعكس أصالة البيئة المحلية وتاريخها، كما يشهد على بدايات العمران الحديث بالمدينة.

التأسيس والتسمية

يُعرف هذا المعلم باسم الجامع العتيق، وهو أول جامع بُني بمدينة تطاوين في فترة الاحتلال. تأسس سنة 1889م (1306هـ)، ثم شهد توسعة بارزة بإضافة المئذنة سنة 1920م، وهو ما أكسبه حضوراً عمرانياً لافتاً في المشهد المعماري للمدينة.

الموقع والتخطيط

يقع الجامع في قلب مدينة تطاوين القديمة، ويُعتبر مركزاً أساسياً للأنشطة الدينية والعلمية والاجتماعية. يتكوّن فضاؤه الداخلي من:

بيت الصلاة الفسيح، الممتد على كامل النصف الجنوبي.

المساحة الوسطى التي تتصل بالميضأة.

المدرسة القرآنية التي شُيّدت بالجزء الشمالي، حيث كان الأطفال يتلقون فيها مبادئ القراءة وحفظ القرآن الكريم.

الخصائص المعمارية

يحافظ الجامع العتيق على طابعه المعماري التقليدي:

السقف المسطّح المدعوم بدعائم خشبية متينة.

القباب والفتحات الصغيرة التي تسمح بالإنارة والتهوئة الطبيعية.

المحراب البسيط المدمج في جدار القبلة.

المنبر الخشبي التقليدي الذي استُعمل للخطابة.

المئذنة، المشيّدة سنة 1920، وهي تتناغم مع المحيط العمراني وتقوم عند الركن الجنوبي الشرقي المرتفع طبوغرافياً، مما منح الجامع طابعاً مميزاً وهيبة خاصة.

القيمة الدينية والعلمية

لم يقتصر دور الجامع العتيق على أداء الشعائر الدينية فحسب، بل كان أيضاً فضاءً تعليمياً بارزاً من خلال المدرسة القرآنية الملحقة به، حيث تخرّج منه العديد من حفظة القرآن وطلبة العلم. وقد ظلّ على مدى عقود مركز إشعاع ديني وروحي للمدينة وللجنوب التونسي.

الأهمية التاريخية والتراثية

يمثل الجامع العتيق بتطاوين شاهداً حياً على تمازج العمارة المحلية الصحراوية بعناصر معمارية جديدة ظهرت خلال فترة الاستعمار، كما يجسد استمرارية الدور المركزي للمسجد في الحياة الدينية والاجتماعية والتعليمية. وهو اليوم معلم مصنّف ضمن الذاكرة العمرانية للمدينة، وركيزة من ركائز هويتها التراثية.