الجامع الكبير بقفصة (جامع سيدي صاحب الوقت)
- مدينة قفصة
الجامع الكبير بقفصة
(جامع سيدي صاحب الوقت)
لمحة عامة
الجامع الكبير بقفصة أو كما يصطلح على تسميته في قفصة "جامع سيدي صاحب الوقت" وسبب ذلك ساعه شمسيه وضعت في حرمه، ويستدل بها علي توقيت الصلوات الخمس عبر خطوط العرض والطول التي اقيمت بهندسه رياضيه، وهـو معلم ديني وحضاريّ، بهندسة فريدة راوحت بين عراقة العمارة الإسلامية بطَابعها القيرواني المغربي، وخصوصيات الجهة.
يُعدّ الجامع الكبير من أعرق المعالم الدينية بالمدينة ومن أبرز رموزها التاريخية. شُيّد الجامع في قلب المدينة العتيقة بقفصة، على مقربة من السور القديم والمعالم الأثرية التي تشهد على أصالة هذه الحاضرة.
السياق التاريخي
رغم أنّه ليس هناك تاريخ محدد بدقة لبناء هذا الجامع والمرجح هو أنّ بناءه كان بداية عام 70 هجري علي يد يزيد بن معاويه، قبل أن يكتمل الانجاز عام 103 هجري أي في العهد الأغلبي وبهذا يعتبر الجامع ثالث أقدم المساجد في إفريقيا، كما يقول عدد من المؤرخين فهو ثالث أقدم جوامع إفريقيا بعد مسجدي عمرو بن العاص في القاهرة بمصر وعقبة بن نافع في مدينة القيروان.
الخصائص المعمارية
التخطيط: يتكوّن الجامع من صحن واسع تتقدّمه قاعة صلاة مستطيلة الشكل.
بيت الصلاة: تقوم على أعمدة حجرية وعقود نصف دائرية، مقسّمة إلى أروقة موازية لجدار القبلة تمسح حوالي 65 متراً على 15 متراً، وخصص جزء منها كقاعة صلاة منفصلة للنساء وساحة خارجية تستغل صيفاً لأداء صلاة العشاء، والتراويح.
المحراب: محراب بسيط يعلوه قوس مزخرف بالجص.
المئذنة: مربّعة القاعدة، شاهقة نسبياً، ذات طابع مغربي-أندلسي، تبرز فوق أفق المدينة العتيقة كأحد معالمها البصرية.
مواد البناء تجمع بين الحجر المحلي والطوب والجص، ما يعكس تقاليد البناء بالجنوب الغربي التونسي.
تقام فيه مختلف الأنشطة الدينية وحتى الثقافية، ويعتبر رمزا للمدينة وتاريخها العريق.
القيمة الدينية والاجتماعية
يُعتبر الجامع الكبير بقفصة مركزًا رئيسيًا للعبادة، تقام فيه الصلوات الخمس وصلاة الجمعة والأعياد، كما كان تاريخيًا فضاءً لتعليم العلوم الشرعية واللغة العربية.
ظلّ الجامع عبر تاريخه مركز إشعاع علمي وروحي في جهة قفصة والجنوب الغربي التونسي، حيث تخرّج منه عدد من العلماء والفقهاء.
اسمه الشعبي "سيدي صاحب الوقت" منح للجامع مكانة خاصة في وجدان الأهالي، باعتباره معلمًا روحانيًا وفضاءً للتلاقي الاجتماعي.
القيمة التراثية
يُصنّف الجامع الكبير بقفصة من بين المعالم الدينية التاريخية الكبرى في تونس، ويُعدّ شاهدًا على تطور العمارة الإسلامية في الجنوب التونسي عبر العصور.
وقد صنف الجامع الكبير بقفصة كمعلم أثري من قبل الدولة التونسية ( المعهد الوطني للتراث) يوم 03 مارس 1915.
يحتاج هذا المعلم إلى عناية مستمرة في إطار برامج الترميم والصيانة، حفاظًا على دوره الروحي ومكانته التاريخية والمعمارية.







