جامع فضلون

  • جزيرة جربة

 

جامع فضلون

 

 

 

نبذة تاريخية:

• يُعدّ جامع فضلون من أبرز المساجد التاريخية في جزيرة جربة، فهو معلم معماري يزخر بالتفاصيل الفريدة تمّ تشييده في القرن الرابع عشر الميلادي (القرن الثامن الهجري)، وفقًا للمعطيات الأثرية والمقارنات بين مباني إسلامية مماثلة. 

• كان جامعاً إباضيّاً في الأصل قبل أن يتحول إلى المذهب المالكي لاحقًا، مما يعكس التحولات الدينية في جزيرة جربة عبر العصور. 

• تمت تسميته عام 2022 كموقع آثار تاريخية مصنّفة ومحميّة في إطار التراث الوطني. 

العمارة والتخطيط المعماري:

• يتكون جامع فضلون من ثلاثة عناصر أساسية:

1. بيت الصلاة: وهي مصمّمة على شكل مربع تقريبًا (~7.5 × 7.2 متر)، مغطّى بتسع قباب دقيقة (أقبية) تدعمها أربع أعمدة مركزية، موزعة لتكوين ثلاثة أروقة، الأروقة الوسطى تنتهي بمحراب بسيط غير مزخرف أمّا المنبر فهو حجري بثلاث درجات. 

2. المساحة الخارجية (الفناء): محاطة بسور، مغطى بأرضية من الملاط الجيري، ويضم محراب "موسمي" للصلاة في الهواء الطلق. كما توجد داخل الفناء بئر أو خزّانة لجمع مياه الأمطار.

الملحقات الداخلية والخارجية:

الداخلية: تحتوي على كتّاب  يعلوه غرفتان صغيرتان (سكن ومخزن مؤونة).

الخارجية: تشمل ميضأة للوضوء، كتاب (مدرسة قرآنية)، طاحونة حبوب، مخبزة تحت الأرض، وأحيانًا مخزن للمواد الغذائية. 

• يبرز في التصميم الخارجي أيضًا المئذنة القصيرة والسميكة ذات الطابع الحصين، فضلاً عن دعائم خارجية تعكس طابعًا دفاعيًا واضحًا. 

هذا التصميم يشير إلى استخدامات عسكرية محتملة، حيث كان مسجد فضلون جزءًا من شبكة مساجد دفاعية شكلت خطًا دفاعيًا ثانيًا ضد أي غزو محتمل، ويعكس هذا الجمع بين الوظائف الروحية والدفاعية أهمية المسجد كمركز للحياة الدينية والاجتماعية في ذلك العصر.

  الوظائف المتعددة:

• ديني: أداء الصلوات الخمس وصلاة الجمعة، وذلك منذ قرون.

• تعليمي: احتوى على كتاب لتعليم القرآن، ما يدل على دوره كفضاء علمي.

• اقتصادي/خدمي: وجود المخبزة وتحصيل المياه ودور المطبخ والطاحونة يجعله فضاء مجتمعياً متكاملًا يخدم السكان المجاورين. 

• دفاعي: عمارة المجموعة باعتبارها جزءًا من دفاع مدني ضد الهجمات البحرية 

القيمة الثقافية والتراثية:

• يُعد جامع فضلون من المعالم المعمارية المتفردة والمتميزة في تونس، ليس فقط بفضل عمره، بل بأسلوبه غير المألوف في الهندسة المعمارية الإسلامية.

• يعكس روح الهوية الجربيّة المتنوعة بين الإسلام الإباضي والتحول المالكي لأول مرة في القرون الوسطى.

• تصنيفه كمعلم تراثي محمي يؤكد على ضرورة الحفاظ عليه وصيانته ضمن برامج الدولة والوزارة لحماية التراث الإسلامي، وهو مدرج ضمن المسلك السياحي والثقافي جزيرة جربة.