جامع سيدي بنور رادس
- رادس ولاية بن عروس
جامع سيدي بنور – رادس (ولاية بن عروس)

يُعدّ جامع سيدي بنور برادس من أبرز المعالم الدينية والتاريخية بولاية بن عروس، حيث يجمع بين العراقة والوظيفة الروحية، ويشكّل نقطة إشعاع ديني وثقافي للمدينة ولسكان المنطقة. يتميز الجامع بموقعه في قلب رادس العتيقة، حيث ظلّ على امتداد عقودٍ رمزاً للتديّن الأصيل ومرجعاً للتعليم الديني والأنشطة الاجتماعية.
التسمية والأهمية
يحمل الجامع اسم سيدي بنور، أحد الأولياء الصالحين الذي ارتبط اسمه بالمنطقة وبذاكرة أهلها، مما أضفى على الجامع بعداً روحياً يتجاوز كونه مكاناً للعبادة ليكون أيضاً فضاءً متجذّراً في وجدان الأهالي وذاكرتهم الشعبية.
العمارة والتصميم: المداخل:
المدخل الرئيسي يُعرف بـ باب الذكر الحكيم، وهو بوابة تقليدية مزينة بنقوش وزخارف هندسية متقنة.
مدخل النساء خُصّص له باب مستقل يُسمى باب السيدة خديجة، في إشارة رمزية إلى زوجة الرسول ﷺ وأم المؤمنين، بما يحمله الاسم من دلالات تكريم للمرأة ومكانتها في الإسلام.
بيت الصلاة: قاعة الصلاة فسيحة مدعومة بعدد من الأعمدة البيضاء ذات التيجان البسيطة، تعكس الطابع المعماري التقليدي الممزوج بلمسات عصرية. أرضيتها مفروشة بالحصير التقليدي الذي يحافظ على روح الجوامع العتيقة.
المحراب والمنبر: المحراب ذو تصميم نصف دائري مميز، تزينه زخارف هندسية خضراء ووردية اللون، تحيط به عبارات دينية، فيما يوجد المنبر بجانبه في انسجام تام مع بيت الصلاة.
المئذنة: شامخة في سماء رادس، مربعة الشكل على الطراز التقليدي، تزداد جمالاً بإضاءتها الليلية التي تجعلها معْلَماً بصرياً بارزاً يُرى من مسافات بعيدة، وتُضفي عليها حيوية خاصة تعكس ارتباط الجامع بالحياة اليومية للمدينة.
الوظيفة الدينية والاجتماعية
منذ تأسيسه، ظل جامع سيدي بنور مركزاً للصلاة والعبادة، وفي الوقت نفسه فضاءً للتعليم الديني وحفظ القرآن الكريم، حيث تخرّج منه العديد من حفظة كتاب الله. كما ساهم في احتضان الدروس الوعظية والأنشطة الدينية التي تعزز الروابط الروحية بين أبناء المنطقة.
القيمة التراثية
يُعتبر الجامع جزءاً من النسيج العمراني العتيق لمدينة رادس، وعنصراً مميزاً من معالمها التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة. فهو شاهد على استمرارية الوظيفة الدينية للمساجد في المجتمع التونسي، ويمثل محطة مضيئة في الذاكرة الجماعية، ليس فقط لأهالي رادس، بل لزوارها أيضاً.


