الجامع الكبير بسليمان

  • مدينة سليمان ولاية نابل

 

الجامع الكبير بسليمان 

 

يُعدّ الجامع الكبير بمدينة سليمان من أبرز المعالم الدينية والتاريخية بولاية نابل، ومن أروع الشواهد على العمارة الأندلسية بتونس. شُيّد هذا الجامع في أوائل القرن السابع عشر، وتحديدًا حوالي سنة 1616م، إثر استقرار المهاجرين الأندلسيين بالمدينة بعد خروجهم من الأندلس، فحمل بصماتهم المعمارية المميّزة التي مازالت شاهدة على أصالة المكان وعراقة أهله.

الخصائص المعمارية:

• يقوم الجامع في قلب المدينة العتيقة بسليمان، ويتميّز بتخطيط معماري أندلسي الطابع.

• يضمّ أربعة أبواب خارجية، أحدها يفتح على صحن الجنائز وثلاثة على صحن الجامع.

بيـــــــــت الصلاة: مستطيلة الشكل مكونة من سبع بلاطات موجهة من جهة القبلة الى الصحن، وخمس مسكبات تتوالى عرضا، يتكون صحنها من عقود مربعة على "النمط القوطــــــــي" تجد نقط ارتكازها على 24 أسطوانة أثرية، جيء بها من المواقع الرومانية المجاورة بالخصوص.

زخـــــــــــــــــرفة بيت الصلاة تتميز بمحاور نباتية حول المحراب، وبكتابة بخط كوفي قيرواني على طول جدار القبلة، محتواها قراني مع بعض الأذكار، كما تتميز بيـــــت الصـــــــلاة بسقفيــــــــــها: 

الأول: هو ما ذكرنا من عقود مرتكزة على 24 أسطوانة حجرية، خلاف أنصاف الأسطوانات اللصيقة للجدر. 

الثاني: هرمي الشكل مغطى بالقرميد الأندلسي المميز  

الأبــــــــــواب والصحنــــــــــــــــان: كان لبيت الصلاة 05 أبواب، سد أحدهما للضرورة، فهي اليوم تحتوي على أربعة أبواب: ثلاثة منها تؤدي الى الصحن الرئيسي، وباب يؤدي الى صحن الجنائز.

وللصحن نفسه ثلاثة أبواب رئيسية، كل باب من جهة من جهاته الثلاث

• يتوسّط جدار القبلة محراب بقبّة صغيرة تزيّنه نقوش وحليات، تعكس روعة الصناعة الأندلسية.

المنبر: يحوي الجامع منبرًا خشبيًا نادرًا مصنوعًا من خشب الأبنوس المنقوش، وهو منبر متحرّك على سكة حديدية، على غرار منبر جامع تستور، ما يعكس براعة الحرفيين الأندلسيين ودقّة صناعتهم.

:المئذنة: تُعتبر مئذنة الجامع من أجمل المنائر الأندلسية في تونس، تتكوّن من خمسة طوابق متدرجة، أربعة منها متشابهة يعلوها طابق خامس مختلف. ويصعد إليها عبر سلم حلزوني يلتفّ حول فراغ وسطي مفتوح، وهو تصميم فريد في عمارة المساج. بالمنطقة حيث توصف بأنها أثمن ما شيدت الجالية المذكورة وهي متينة البناء من الحجر الأصفر من جبال قربص، مربعة القاعدة وترتفع الى أقل من ثلاثين مترا، أما واجهاتها فمزيّنة بالحجر الأبيض والأسود وبقطع من الخزف (الزليج) في لمسة جمالية مميّزة.

سجل صمودها أمام قصف المدفعية في حوادث الحرب العالمية الثانية 1943 ولم يحدث بها إلا بعض الندوب البسيطة التي تزال مرئية في واجهتها الغربية.

المزولــــــــــــــة: هي ساعة شمسية من صنع فلكي مشهور، تضبط أوقات الصلاة وفيها تحديد القبلة بدقة فلكية.

القيمة الدينية والاجتماعية:

يُعدّ الجامع الكبير بسليمان مركزًا للعبادة والتجمع منذ أكثر من أربعة قرون، حيث يؤدّي به المصلّون الصلوات الخمس وصلاة الجمعة، كما يُقام فيه التعليم الديني والأنشطة الاجتماعية المرتبطة بالمناسبات الدينية. وقد ظلّ عبر تاريخه رمزًا للهوية الأندلسية لسكان المنطقة، وعنوانًا للتنوّع الثقافي والحضاري الذي ميّز بلادنا.

أهمية المحافظة على المعلم:

بفضل قيمته التاريخية والفنية، يُصنّف الجامع الكبير بسليمان من بين التحف المعمارية الأندلسية في تونس. وهو يحتاج إلى عناية دائمة وصيانة متواصلة حفاظًا على خصوصيته وعلى موروثه المادي والمعنوي للأجيال القادمة.